معاهد البحوثالعلاقات الدولية

العلاقة الأمريكية السعودية مهددة في ظل العجز عن بناء دعم شعبي ناجح داخل امريكا

أعدها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

صدرت دراسة حديثة عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية حملت عنوان “المملكة العربية السعودية والكونجرس الأمريكي: التعاون والمعارضة منذ 11 سبتمبر” للباحث الأميركي أندرو ليبر قالت فيه أن شكوك الكونغرس في السعودية والمخاوف العميقة التي تساوره حيال وضع السعودية في مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية عامة، ستقف عائقاً هيكليًا أمام العلاقة بين أمريكا والمملكة في السنوات المقبلة.

وفي تفاصيل الدراسة التي نقلها موقع “سبق” الإخباري ذائع الصيت في السعودية ذكر أن انتقادات الكونغرس وصلت للمملكة إلى أعلى مستوياتها مؤخراً، وتعرضت السعودية لأشرس معارضة لها منذ الأشهر التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية؛ نتيجة الوضع الحالي للتشريع في أمريكا وضغط الكونغرس عموماً، وذلك في ظل تشكل تحالف راسخ من حزبين بمجلس الشيوخ يناوئ المملكة، وتآلف الأحزاب الصاعدة من بين صناع السياسة الأمريكية، ومخاوف الحزبين الجمهوري والديمقراطي من مآل التدخل السعودي في حرب اليمن، وردود الفعل على وفاة جمال خاشقجي في إسطنبول العام الماضي، بجانب انتقاد الحزب الديمقراطي للرئيس ترامب.

ومن أبرز أسباب الانتقادات الحالية القادمة من الكونغرس وغيره تجاه المملكة وفق ما نقله الموقع؛ التعبير عن المواقف الجديدة التقدمية والاستقلالية للخارجية الأمريكية، وزيادة الوعي العام والاهتمام بإدارة الحرب في اليمن، قلق بعض ممثلي الكونغرس ومعلقي السياسة الخارجية الأمريكية مما يعدونه سلوكاً سعودياً جانحاً في سياستها الخارجية في المنطقة، إضافة إلى الضجة العامة والإعلامية التي نتجت عن وفاة جمال خاشقجي، وأدت إلى توحيد الديمقراطيين في مجلس الشيوخ على هذه القضية، وتبني الجمهوريين فكرة تقييد دور الولايات المتحدة في حرب اليمن.

ويعد عمل مجلس الشيوخ ومجلس النواب على تمرير تشريع “صلاحيات الحرب” في محاولة لكبح جماح الرئيس بشأن اتخاذ قرارات الحرب، أمراً لم يسبق له مثيل في تاريخ العلاقات بين الكونغرس والرئاسة، إلا تمرير قانون جاستا من جهة التشريعات التي تنتقد المملكة انتقادًا مباشرًا، ورغم عدم نجاحهما في إقراره حتى الآن إلا أن هذا القانون المحتمل يظل تهديدًا للرئاسة وهو ما ساعد أعضاء مجلس الشيوخ على مساومة الرئيس على عملية صنع السياسة. وسبق أن توحدت معارضة الكونغرس بشأن المملكة؛ لتواجه الرئيس جورج دبليو بوش في الفترة 2007-2008م ولكن لم يصدر أي تشريع يؤثر مباشرة على السعودية خلال هذين العامين.

وستبقى العلاقة الأمريكية السعودية مهددة ما دامت المملكة وإدارة ترامب عاجزتين عن بناء دعم شعبي ناجح داخل الولايات المتحدة أو استمالة المعارضين في الكونغرس، وكثيرًا ما كانت معارضة الكونغرس لا سيما مجلس الشيوخ تُقابل داخل المملكة بتعليق صحفي يوضح لممثلي الولايات المتحدة كيف أن هذا النقد يتناىسى المصالح المشتركة بين البلدين، مثلما حدث بعد أن أقر مجلس الشيوخ لأول مرة تشريعًا يقيد التدخل الأمريكي في حرب اليمن.

أما على صعيد تفسير دوافع المعارضة، كانت الصحافة السعودية تميل إلى التركيز على اليسار الأمريكي عامة، وتأثير الرئيس باراك أوباما، وكذلك على بعض أعضاء مجلس الشيوخ.

ورغم أن الرئيس وإدارته هما أهم العناصر الفاعلة في سلوك السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإن للكونغرس دورًا كبيرًا في أحيان كثيرة وإن لم يكن مباشرًا، حتى أن تصرفات بعض أعضاء الكونغرس لا سيما أعضاء مجلس الشيوخ بمقدورها أن ترسم العلاقات الخارجية وتُصوغها بطرائق خفية لكن أثرها يبرز على المدى البعيد.

وبشكل عام لا يستطيع الكونغرس أن يتجاوز حدود السياسة الخارجية التي أعلنتها الرئاسة إلا ما ندر، كما أن الحزبية المتنامية في السياسة الداخلية تهدد بالتأثير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

وتسعى هذه الدراسة التي صدرت عن مركز الملك فيصل للبحوث وفق وصف الموقع، لفهم المعارضة الحالية في الكونغرس وخاصة في مجلس الشيوخ، وتوضيح الدور غير المباشر الذي يمكن أن يؤدّيه الكونغرس في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مع تسليط الضوء على الدور المحتمل لعملية الاستقطاب الحزبي في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

كما تستعرض سياقًا لفهم العلاقة الأمريكية السعودية في الكونغرس، من خلال دراسة تصرفات الكونغرس السابقة فيما يتعلق بالمملكة، بجانب إبراز نشاط الكونغرس منذ وفاة جمال خاشقجي، مع التركيز بشكل خاص على ائتلاف أعضاء مجلس الشيوخ الذي تشكل لتشجيع تشريعات تنتقد المملكة وقد تكون حرجة بالنسبة لها.

اظهر المزيد

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من المركز العربي للدراسات الأمريكية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

إغلاق
إغلاق