الانتخابات النصفية الأمريكية: ثلث الأمريكيين يعتبرون وسائل الإعلام “عدوة للشعب”

شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوما لفظيا جديدا على وسائل الإعلام الأمريكية، قائلا إنه “دان الكراهية والتعصب بشدة” ولكن الإعلام تجاهل ما قاله.
وقال ترامب مخاطبا تجمعا انتخابيا جماهيريا نظم في ولاية فلوريدا قبيل حلول موعد الانتخابات النصفية المزمع اجراؤها الأسبوع المقبل، قال إن ثلث الأمريكيين باتوا يؤمنون أن وسائل الإعلام أصبحت “عدوة للشعب.”
ولكن الرئيس الأمريكي لم يدل بأي أدلة لاثبات ما قاله.
ويتهم منتقدو ترامب الرئيس الأمريكي بالتحريض على العنف من خلال استخدامه خطابا متطرفا ومثيرا للانقسام ضد مناوئيه والإعلام والمهاجرين والمسلمين.
وكان ترامب قد عبر في كنيس يهودي في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا في وقت سابق من الأسبوع الحالي عن مواساته بمقتل 11 من المصلين اليهود رميا بالرصاص يوم السبت الماضي على يد مسلح من أقصى اليمين.
وخرج المئات في مظاهرات للاحتجاج على مجيء ترامب إلى بيتسبرغ.
ورفض البيت الأبيض تحمل أي مسؤولية حول الهجوم الذي استهدف فيه مسلح يدعى روبرت باورز كنيس شجرة الحياة في بيتسبرغ، مؤكدا أن باورز لم يكن من مؤيدي ترامب.
ولكن رجلا آخرا ألقي عليه القبض في الأسبوع الماضي لضلوعه المزعوم في حملة بريدية ارسل فيها عبوات متفجرة إلى عدد من منتقدي ترامب كان يقود حافلة صغيرة مزينة بصور الرئيس الأمريكي.
ما الذي قاله ترامب؟
وكان ترامب قد خاطب الجمهور في التجمع الذي نظم في بلدة أستيرو بفلوريدا قائلا إن الإعلام “لا يريد لكم أن تسمعوا قصتكم.”
ومضى للقول، “لقد أدنّا بقوة الكراهية والتعصب والعنصرية والتحيز بكل اشكالها البشعة، ولكن الإعلام لا يريدكم لكم أن تسمعوا قصتكم. ليست قصتي، بل هي قصتكم.”
واستطرد قائلا، “ولذا بات 33 بالمئة من الشعب يؤمنون بأن إعلام الأخبار الكاذبة هو بالحقيقة – ولا يسرني أن أقول ذلك – عدو الشعب.”
ولم يكشف ترامب عن مصدر الإحصاء الذي ذكره، ولكن استطلاعا للآراء أجري في وقت سابق من العام الحالي خلص إلى أن أقل من ثلث الأمريكيين يتفقون مع الرأي القائل إن الإعلام هو عدو الشعب.
ودأب ترامب على اتهام بعض من وسائل الإعلام باساءة تصوير منجزات ادارته.
وفي تموز / يوليو الماضي، ناشده ناشر صحيفة نيويورك تايمز بالكف عن وصف الصحفيين بأنهم “أعداء الشعب،” قائلا إن من شأن ذلك “أن يؤدي إلى استخدام العنف” ضد وسائل الإعلام.
ما الذي وقع في بيتسبرغ؟
إقتحم مسلح كنيس “شجرة الحياة” اثناء اقامة صلاة فيه، وقتل رميا بالرصاص 8 رجال و3 نساء فيما يعتقد أنه أخطر هجوم معاد للسامية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
وأعلنت السلطات الأمريكية بأن المسلح – الذي أصاب أيضا 4 من رجال الشرطة، وأصيب هو أيضا في الهجوم – يدعى روبرت باورز ووجهت إليه 44 تهمة.
وكان باورز هذا قد نشر مقالات معادية لليهود في موقع “غاب” للتواصل الاجتماعي، كما هاجم ترامب قائلا إنه “من أنصار العولمة وليس قوميا.”
ما الذي قد تغيرهالانتخابات النصفية؟
سيختار الناخبون أعضاء الكونغرس الجديد بمجلسيه، وستقرر الطريقة التي سيصوتون بها مسار إدارة ترامب فيما تبقى من فترة ولايته.
يذكر أن مجلسي الكونغرس – مجلس النواب ومجلس الشيوخ – يسيطر عليهما الآن حزب ترامب، الحزب الجمهوري.
ويأمل الديمقراطيون – بل يكادون أن يجزموا – بأن بمقدورهم السيطرة على مجلس النواب في انتخابات الأسبوع المقبل.
وإذا كتب لهم ذلك، سيتمكنون من اعاقة أو تأخير تنفيذ مشاريع ترامب برفض تمريرها.
يذكر أن بعضا من استطلاعات الآراء يفيد بتقدم الديمقراطيين في العديد من الدوائر.
نقلا عن بي بي سي