الدراسات الإجتماعية

ميلشيات ترامب.. الجناح العسكري للقومية الأمريكية

بقلم: إيهاب عمر

عاشت شعوب العالم لسنوات لا تعرف عن الحركات السياسية الأمريكية إلا الحزبين الكبيرين، الجمهوري والديمقراطي، ولكن على وقع “شغب الكونجرس” و”اقتحام الكابيتال هيل” في 6 يناير 2021، وتداول مصطلح الترامبية وصولًا إلى الأخبار التي تتناول اقتراح تأسيس الحزب الوطني الأمريكي على يد الرئيس السابق دونالد ترامب، بدأ العالم يدرك أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست مجرد حزبين كبيرين، ولكن هنالك العشرات من الحركات السياسية والأجنحة الفكرية داخل وخارج الحزبين الكبيرين.

وعلى ضوء أن الدستور الأمريكي يكفل للمواطن امتلاك السلاح وشرائه متى امتلك المال اللازم، علمًا بأن الدستور الأمريكي لا يقيد نوعية تلك الأسلحة، حيث يمكن أن تصل إلى مركبات عسكرية ومدرعات وأسلحة ثقيلة إلى جانب تكوين ميلشيا بزي عسكري دون أن يكون ذلك مخالفًا للقانون، وحينما اندلعت انتفاضة جورج فلويد في 26 مايو 2020 نزلت مجموعات مسلحة سوداء تنتمي إلى حركة انتيفا اليسارية Antifa وحركة حياة السود مهمة Black Lives Matter (BLM) وسيطروا على العاصمة واشنطن وهددوا السكان بيض البشرة إلى جانب بث الفوضى في عدد من الولايات الأمريكية.

ويتحدث بعض نشطاء ترامب عن الأصول الشيوعية لحركة انتيفا، على اعتبار أن الاسم مقتبس من منظمة ألمانية حملت الاسم ذاته وكانت تابعة للحزب الشيوعي الألماني، وكان اسمها اختصارًا لمصطلح antifaschistisch الذي يعني بالألمانية “مناهضة الفاشية”، وكذلك يتم الإشارة إلى السيناتور العجوز بيرنى ساندرز الذي سعى للرئاسة مرتين عامي 2016 و2020 بوصفه المرشد الأعلى السري لهذا التنظيم الشيوعي اليساري العامل داخل الحزب الديمقراطي.

ولكن الصورة معقدة أكثر داخل الحزب الجمهوري، الذي يضم تيار القوميين الأمريكيين وتيار القومية الجنوبية الأمريكية، ولا تزال آثار الحرب الأهلية الأمريكية موجودة عبر تشكيل عشرات الميلشيات الجنوبية التي ترفض هيمنة اللاتينيين والسود والمهاجرين على الولايات الأمريكية بوجه عام وعلى الجنوب بوجه خاص.

وفى سنوات ترامب صعد عدد من المنظمات القومية الأمريكية منها:

1 – منظمة “أمريكا أولًا” America First تأسست في يناير 2017.

2 – حركة “أنقذوا أمريكا” تأسست عقب مزاعم تزوير الانتخابات الرئاسية الأمريكية نوفمبر 2020.

3 – حركة MAGA التي تأخذ الحرف الأول من عبارة “اجعلوا أمريكا عظيمة ثانية” الشعار الانتخابي لترامب.

4 – حركة حراس القسم Oath Keepers تأسست في مارس 2009.

5 – حركة كيو انان QAnon

6 – حركة بوجالو Boogaloo movement التي سعت لتنظيم انقلاب عسكري في ولاية ميتشجان.

7 – حركة حراس القسم Oath Keepers تأسست في مارس 2009.

8 – حركة الثلاثة بالمئة تأسست عام 2008 في الولايات المتحدة وكندا، ويرمز رقم الثلاثة بالمئة إلى عدد سكان المستعمرات البريطانية الثلاثة عشر الذين حملوا السلاح وثاروا على السلطات البريطانية وأسسوا الولايات المتحدة الأمريكية عبر استقلال المستعمرات الثلاثة عشر إلى أول ثلاثة عشر ولاية في تاريخ الدولة الأمريكية.

هذه الطوائف القومية والسياسية المسلحة لا تنتمي إلى اليمين القومي فحسب، فالقوميون الجدد هم ممثلو اليمين القومي، ولكن النازيين الجدد ينتمون إلى القومية الاشتراكية الألمانية أو أيدولوجيا الرايخ الثالث لمؤسسها ادولف هتلر.

ايدولوجيا اليمين القومي المسلح

يمتلك اليمين القومي الأمريكي المعاصر وتحديدًا التيار الترامبي رواية كاملة حول بعض الأحداث السياسية، يتم تصنيفها ضمن “نظريات المؤامرة” على ضوء عدم وجود ما يؤيد تلك الرواية.

يؤمن هؤلاء بأن هنالك شبكة من عبدة الشيطان ومغتصبي الأطفال وعشاق تقديم قرابين بشرية إلى الشيطان وإقامة حفلات الجنس الجماعي، هذه الشبكة ينتمي إليها النخب السياسية في أمريكا وأوروبا وعلى رأسهم بيل وهيلاري كلنتون وجو بايدن وبعض رجالات الأسر الحاكمة وعلى راسهم الأسرة الملكية البريطانية، بالإضافة إلى هوما عابدين مستشارة آل كلنتون.

ويتحدث هؤلاء عن وجود قوائم اغتيالات وتصفيات سرية تضرب أمريكا منذ ثمانينات القرن العشرين على يد آل كلنتون بعنوان Clinton Kill List كان أبرزها جون كينيدي الابن الذي توفي بحادث طائرة غامض في 16 يوليو 1999 بعد ان اعتزم منافسة هيلاري كلنتون داخل الحزب الديمقراطي على بطاقة الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك وأدى مصرع كينيدي الابن إلى فتح الباب على مصراعيه لصعود السيدة الأولى وقتذاك إلى العمل السياسي.

إلى جانب قضية تمت صياغتها تحت عنوان بيتزا جيت Pizzagate عن وجود شبكة دولية للتجارة وممارسة الجنس مع الأطفال شارك فيها نخب السياسة وهوليود، وأن وباء كورونا كان تغطية طبية على لعبة تصفية كافة الأسماء التي أصبحت ورقة محروقة ومكشوف في تلك الشبكة.

مارجوري تايلور جرين

وشكل فوز مارجوري تايلور جرين في انتخابات مجلس النواب نوفمبر 2020 أكبر صعود سياسي لمروجي تلك الأفكار، وجرين ليست عضوة بالحزب الجمهوري أو صاحب التصريح الاستثنائي من ترامب بأنها “نجمة المستقبل لدى الجمهوريين” ولكنها أيضًا عضوة في منظمة كيو انان، وداعمة علنية للميلشيات القومية الأمريكية ورافضة لكافة إجراءات حظر الميلشيات والسلاح في الولايات الأمريكية.

ترى جرين أن حركة حياة السود مهمة هي حركة ماركسية، وأن الأمريكيين السود اليوم محتجزون عبيدًا لدى الحزب الديمقراطي ويجب تحريرهم من خطاب الصوابية السياسية، أما انتخابات الكونجرس نوفمبر 2018 التي شهدت انتخاب الصومالية إلهان عمر والفلسطينية رشيدة طليب فإن جرين صنفتها بأنها “غزو إسلامي لأمريكا”.

وقبل انتخابها، دعت عبر حسابها بموقع فيسبوك إلى إعدام باراك أوباما وهيلاري كلنتون ونانسي بيلوسي بتهمة الخيانة لرفضهم بناء الجدار الحدودي الجنوبي مع المكسيك.

وصدحت جرين بنفس النظريات السياسية التي يروج لها اليمين القومي الأمريكي، بأن أحداث 11 سبتمبر 2001 هي مؤامرة داخلية أمريكية عبر الدولة العميقة، وأنه لا يوجد طائرة مدنية هاجمت البنتاجون من الأساس، وأن باراك حسين أوباما هو مسلم سرًا.

ويؤمن اليمين القومي الأمريكي بأن هنالك عشرات الأعمال الإرهابية التي تقوم بها منظمات شيوعية ماركسية وإلصاقها باليمين القومي حول العالم مثل مهاجمة المساجد في نيوزيلاندا وكندا.

وينظر اليمين القومي إلى الهجرة واللجوء إلى أوروبا بوصفها مؤامرة صهيونية لإبادة الجنس الأبيض وإحلال أجناس أخرى بديلة تكون دمية في يد اليهود، إلى جانب ربط المصارفة اليهود أمثال جورج سورس وآل روتشيلد بهذه المؤامرات الدولية.

ويضم مجلس النواب إلى جانب جرين، كلا من بول جوسار Paul Gosar عضو المجلس منذ يناير 2011، وهو من أصول سلوفينيا – يوغوسلافيا سابقًا – إلى جانب لورين بويبرت Lauren Boebert مواليد عام 1986 وعضو المجلس منذ يناير 2021، وكلاهما على اتصال مع الميلشيات المسلحة كما الحال مع جرين.

المصدر: المرصد المصري

اظهر المزيد

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: