إلتزام أمريكا بإسرائيل .. من روزفلت لبايدن

بقلم: ياسر الغسلان – خاص بالمركز العربي للدراسات الأمريكية
ليس خافياً على أحد أن الموقف السياسي الأمريكي منذ نشأة دولة إسرائيل كان دعماً كاملاً لم تحظي مثله أي دولة أخرى، فقد وقف البيت الأبيض بجانب الدولة العبرية بكل الوسائل الممكنة السياسية منها والاقتصادية والعسكرية، حتى أصبحت إسرائيل أقرب للولاية الأمريكية الواحدة والخمسون كما يقال منها لدولة مستقلة بالمفهوم الدبلوماسي.
ولكي نوضح هذا الرأي ببعض العبارات واضحة الملامح، فإنه من المهم أن نسترجع سوياً ونذكر بعضاً من التصريحات التي أدلى بها رؤساء أمريكا منذ ما قبل نشأت الكيان الإسرائيلي، لترشدنا لحقيقة أن ساكن البيت الأبيض وبصرف النظر عن حزبه ومرجعيته الطائفية أو العرقية فإن إسرائيل ستبقى لأمريكا الدولة الأولوية في المنطقة مهما تبدلت الظروف وتغيّر الرؤساء.
لنبدأ بما قاله الرئيس فرانكلين روزفلت في ١٩ أكتوبر ١٩٣٨ أي حتى قبل تأسيس الدولة العبرية حيث ذكر ما نصه ”لقد أعربت في مناسبات عديدة كما تعلمون عن تعاطفي في إنشاء دولة قومية لليهود في فلسطين، وعلى الرغم من الانتكاسات التي سببتها الاضطرابات هناك خلال السنوات القليلة الماضية، فقد شجعني التقدم الذي تم تحقيقه من خلال الإنجازات الرائعة للمستوطنين اليهود في تلك الدولة“ في حين قال الرئيس هاري ترومان في ١٤ مايو ١٩٤٨ بعد اعلان قيام دولة إسرائيل “كنت أؤمن بإسرائيل قبل إنشائها، وأنا أؤمن بها الآن”.
من جانبه كان واضحاً الرئيس دوايت أيزنهاور في ١٣ أكتوبر ١٩٥٦ عندما ربط مستقبل بلاده بمستقبل إسرائيل بقوله “على الرغم من المصالح الحالية والمؤقتة التي تشترك فيها إسرائيل مع فرنسا وبريطانيا، يجب ألا ننسى أن قوة إسرائيل ومستقبلها مرتبطان بالولايات المتحدة“ كما قال أيزنهاور في ٢٠ فبراير ١٩٥٧ “شعب إسرائيل مثل شعب الولايات المتحدة، مشبع بعقيدة دينية وإحساس بالقيم الأخلاقية“.
اما الرئيس الديمقراطي جون كيندي أكد وقوف بلاده بجانب إسرائيل وإعجابه بها حينما قال في ٩ نوفمبر ١٩٥٩ “دعونا نوضح أننا لن ندير ظهورنا أبدًا لأصدقائنا الثابتين في إسرائيل الذين يجب أن يحظى تمسكهم بالطريقة الديمقراطية بالإعجاب من قبل جميع أصدقاء الحرية“ واصفاً الدولة العبرية بأوصاف الشجاعة الصمود بقوله في ٢٦ أغسطس ١٩٦٠ “إسرائيل لم تُخلق لتختفي، إسرائيل ستصمد وتزدهر، إنها طفل الأمل وموطن الشجعان، لا يمكن أن تكسرها الشدائد ولا يحبطها النجاح، إنها تحمل درع الديموقراطية وتكرم الديموقراطية، إنها سيف الحرية ”.
وعندما سأل رئيس الوزراء السوفيتي ألكسي كوسيجين الرئيس ليندن جونسون لماذا تدعم الولايات المتحدة إسرائيل في حين أن هناك ٨٠ مليون عربي وثلاثة ملايين إسرائيلي فقط كانت جواب جونسون ببساطة “لأن ذلك هو الأمر الصحيح“، في حين كان رأي الرئيس ريتشارد نيكسون في إعجاب الأمريكين بالشعب الإسرائيلي من خلال قوله “الأمريكيون معجبون بأشخاص يستطيعون خدش صحراء وإنشاء مكانها حديقة، لقد أظهر الإسرائيليون صفات يتعاطف معها الأمريكيون، أي الشجاعة والوطنية والمثالية والشغف بالحرية، لقد رأيت ذلك، وأنا أعلم بذلك، وانا مؤمن بذلك.“
الرئيس جيرالد فورد بدوره قال في ١٠ سبتمبر ١٩٧٤ “الولايات المتحدة كانت دائماً فخورة بارتباطها بدولة إسرائيل، وسنواصل الوقوف دائماً مع إسرائيل، نحن ملتزمون ببقاء إسرائيل وأمنها، فالولايات المتحدة تتمتع منذ ربع قرن بعلاقة ممتازة مع دولة إسرائيل، فقد تعاونا في العديد والعديد من المجالات“، أما جيمي كارتر الذي تمكن كأول رئيس من النجاح في عقد سلام بين إسرئيل ودولة عربية هي مصر من خلال ما يعرف باتفاقية كامب ديفيد فقال عن علاقة بلاده بإسرائيل في ١٢ مايو ١٩٧٧ “لدينا علاقة خاصة مع إسرائيل، ومن الأهمية بمكان ألا يشك أحد في بلدنا أو في أى مكان حول العالم أبدًا في أن التزامنا الأول كأمريكا في الشرق الأوسط هو حماية حق إسرائيل في الوجود والوجود الدائم والوجود بسلام، إنها علاقة خاصة ”.
اما الرئيس الجمهوري رونالد ريغان فقد قال في ٢ فبراير ١٩٨٣ “منذ تأسيس دولة إسرائيل، وقفت الولايات المتحدة إلى جانبها وساعدتها على السعي لتحقيق الأمن والسلام والنمو الاقتصادي، وتستند صداقتنا إلى العلاقات الأخلاقية والاستراتيجية التاريخية، فضلاً عن تكريسنا المشترك للديمقراطية“، في حين وصف الرئيس جورج بوش الأب في ٦ أبريل ١٩٨٩ صداقة بلاده مع إسرائيل بالقول “الصداقة والتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل قوي ومتين، مبني على أساس القيم الديمقراطية المشتركة والتاريخ المشترك والتراث الذي يحافظ على الحياة الأخلاقية لبلدينا، إن الرابطة العاطفية لشعبينا تتجاوز السياسة وتعاوننا الاستراتيجي، لقد جددت اليوم تصميمنا على المضي قدمًا في ذلك وهو أمر يتعلق بالأمن المشترك، فلا يزال التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل ثابتًا.
اما الرئيس بيل كلنتون فقال في ١٠ سبتمبر ١٩٩٨ “أمريكا وإسرائيل تجمعهما رابطة خاصة، علاقاتنا فريدة بين جميع الدول، فمثل أمريكا إسرائيل دولة ديمقراطية قوية ورمز للحرية وواحة لها، هي موطن للمضطهدين، والعلاقة بين بلدينا مبني على التفاهمات والقيم المشتركة، وما زالت شعوبنا تنعم بثمار تعاوننا الاقتصادي والثقافي الممتاز ونحن نستعد لدخول القرن الحادي والعشرين سوياً”.
أما خلفه جورج بوش الابن فقد قال في ٣ مايو ٢٠٠١ ” أحد أهم أصدقائنا في العالم هي دولة إسرائيل، إسرائيل الدولة الصغيرة التي عاشت تحت التهديد طوال وجودها، لذلك قلت في الاجتماع الأول لمجلس الأمن القومي إن الأولوية القصوى في السياسة الخارجية لبلادنا هي سلامة وأمن إسرائيل، وإدارتي ستكون ثابتة في دعم إسرائيل ضد الإرهاب والعنف، وفي السعي لتحقيق السلام الذي يصلي من أجله جميع الإسرائيليين“، أما الرئيس باراك اوباما فقد أسترجع العلاقة التاريخية بين بلاده وبين اسرائيل في ٢٨ ابريل ٢٠٠٩ عندما قال “كانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بإسرائيل في عام ١٩٤٨ وذلك بعد دقائق من إعلان استقلالها، ولا تزال روابط الصداقة العميقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل قوية ولا تتزعزع كما كانت دائمًا”.
أما الرئيس دونالد ترامب فقد قال في ٢٨ يناير ٢٠٢٠ “إسرائيل نور للعالم، قلوب شعبينا وتاريخهما منسوجان معًا، أرض إسرائيل هي بيت قديم ومكان مقدس للعبادة، ووعد رسمي مني للشعب اليهودي بأننا لن نكرر ونسمح بأن يحدث لهم مرة أخرى أحلك ساعة مرت في التاريخ”، اما الرئيس الحالي جو بايدن فقد أختصر موقفه في إلتزامه بإسرائيل كدولة صهيونية عندما قال في عام ٢٠٠٧ ”أنا صهيوني،. ليس عليك أن تكون يهوديًا لكي تكون صهيونيًا“.